لطالما استخدمت شركة أبل التشفير من طرف إلى آخر لبعض البيانات الموجودة على جهاز أيفون الخاص بك، مثل كلمات المرور أو البيانات الصحية، لكن الشركة أهملت تقديم طريقة لحماية البيانات المهمة الأخرى بشكل أفضل، بما في ذلك النسخ الاحتياطية على آي كلاود، حتى وقت قريب. جاء ذلك بعد سنوات من معركة شاقة دفعت الشركة إلى تشفير النسخ الاحتياطية وإسقاط خططها للمسح من جانب العميل/ة. مع حماية البيانات المتطورة، أصبح هذا الأمان الإضافي الآن خيارًا، ولكن عليك تشغيله بنفسك. يعد هذا مكسبًا كبيرًا لخصوصية المستخدم/ة، ويضع حدا جديدًا لأمان النسخ الاحتياطية للأجهزة السحابية.
قدمت شركة أبل حماية البيانات المتطورة في الولايات المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) 2022، وأصدرتها عالميًا في يناير (كانون الثاني) 2023. (لا توجد قائمة بالدول متاحة حاليًا، لكن أبل أكدت لمؤسسة الجبهة الإلكترونية أنها متاحة عالميًا). الفكرة بسيطة: يمكنك الآن تمكين التشفير من طرف إلى آخر للبيانات التي تم تشفيرها سابقًا فقط أثناء النقل وعلى خوادم أبل، مما يعني أن الشركة نفسها يمكنها الوصول إلى البيانات. بمعنى آخر، يمكنك الآن التحكم في مفاتيح التشفير ولن تتمكن أبل من الوصول إلى أي من هذه البيانات. هذا يعني أيضًا أن أبل لن تتمكن من مساعدتك في استعادة الوصول إلى معظم المعلومات الموجودة في حسابك. تتوفر القائمة الكاملة لفئات البيانات على موقع أبل، ولكن أبرزها تشمل النسخ الاحتياطي على آي كلاود (والذي يتضمن النسخ الاحتياطي للرسائل)، محرك آي كلاود والصور والملاحظات والتذكيرات والمزيد.
دعت مؤسسة الجبهة الإلكترونية شركة أبل أولاً إلى تفعيل النسخ الاحتياطية المشفرة في العام 2019 لأنه في حين أن بعض البيانات في آي كلاود مشفرة من طرف إلى آخر، فإن النسخ الاحتياطية لم تكن كذلك، وهذا يعني أن الكثير من فئات البيانات المختلفة كانت عرضة للطلبات الحكومية، القرصنة من طرف ثالث والانكشاف من قبل موظفي أبل. كان هذا غالبًا سببًا للارتباك مع الرسائل، حيث تم تشفير الرسائل من طرف إلى آخر، لكن النسخ الاحتياطية لم تكن كذلك. ازدادت احتمالية حدوث مشكلات الخصوصية المعقدة في العام 2021 عندما اقترحت الشركة بابًا خلفيًا حيث يقوم العميل/ة بالمسح من جانبه/ا لمواد الاعتداء الجنسي على الأطفال (CSAM)، ولكنها تأخرت بعد أن قام مؤيدو مؤسسة الجبهة الإلكترونية وحلفاؤها بتسليم عريضة تحتوي على أكثر من 60000 توقيع إلى مديري/ات أبل التنفيذيين/ات.
مع تمكين حماية البيانات المتطورة، تحصل النسخ الاحتياطية الخاصة بك وأهم الملفات على ميزة التشفير الشامل، أو تأمين ملفاتك بشكل أفضل ضد المراقبة الجماعية، أو موظفي/ات أبل المحتالين/ات، أو تسرب البيانات المحتمل. إذا كانت جميع أجهزتك تدعم أحدث أنظمة التشغيل، فيمكنك تشغيل "حماية البيانات المتطورة" دون فقدان أي ميزات، لذلك يجب على معظم الأشخاص تشغيلها، إذا أمكنك ذلك.
كيفية تمكين الحماية المتطورة للبيانات
يمكنك تمكين الحماية المتطورة للبيانات من أيفون أو آيباد أو ماك، وسيتم تطبيقها عبر كل جهاز أبل آخر تملكه.
ولكن قبل أن تتمكن من تشغيله، تحتاج إلى اتخاذ خطوتين: تمكين التحقق بخطوتين لحساب أبل الخاص بك إذا لم تكن قد قمت بذلك بالفعل، وتحديث جميع أجهزة أبل الخاصة بك (إلى iOS 16.3 و iPadOS 16.3 و macOS 13.2، tvOS 16.3 ، watchOS 9.3 على الأقل، على الرغم من أنك قد تحتاج إلى استخدام تحديث أحدث على مستوى العالم)، أو أجدد. إذا كانت لديك أجهزة قديمة متصلة بحساب آي كلاود الذي تقوم بتمكين الحماية المتطورة للبيانات عليه، ولا يمكن تحديثها، فقد ترغب في إعادة النظر في تمكين حماية البيانات المتطورة في الوقت الحالي. سنناقش السبب ونقدم طريقة بديلة أدناه. إذا كان بإمكانك التحديث، فاتبع هذه الخطوات لتشغيل التشفير من طرف إلى آخر:
- 1. على جهاز أيفون أو آيباد، افتح الإعدادات (أو إعدادات النظام في ماك) > "اسمك" > آي كلاود > حماية البيانات المتطورة > استرداد الحساب. هنا، يُعرض عليك أحد خيارين لطريقة الاسترداد. يساعدك هذا في استعادة الوصول إلى حسابك لأن أبل لن تتمكن من مساعدتك. يجب عليك اختيار طريقة استرداد واحدة على الأقل، أو يمكنك القيام بكليهما:
أ. استرداد جهات الاتصال: هذا الصديق/ة أو أحد أفراد العائلة الذي تـ/يمتلك جهاز أبل ويمكنه/ا مساعدتك في استعادة الوصول إلى حسابك إذا لزم الأمر. لن يتمكنوا/ن من الوصول إلى أي من بياناتك، ولكن بدلاً من ذلك سيكونون قادرين على إرسال رمز الاسترداد الذي سيعيدك إليه. يمكنك إزالته/ا من نفس القائمة في المستقبل، إذا كنت بحاجة إلى ذلك.
ب. مفتاح الاسترداد: هذا رمز مكون من 28 حرفًا يعيدك إلى حسابك إذا لزم الأمر. لا تحصل أبل على نسخة، لذلك إذا فقدتها، فقد تفقد الوصول إلى حساب أبل الخاص بك إلى الأبد. إذا اخترت هذه الطريقة، فستحتاج إلى كتابة المفتاح عدة مرات، لذا قم بتدوينه.
- 2. عد إلى الإعدادات (أو إعدادات النظام على ماك) > "اسمك" > حماية البيانات المتطورة على آي كلاود > قائمة استرداد الحساب وانقر على "تشغيل حماية البيانات المتطورة" واتبع التعليمات. ستحتاج إلى إدخال رقم التعريف الشخصي للهاتف ومفتاح الاسترداد، إذا اخترت طريقة الاسترداد هذه.
بمجرد إعداد حماية البيانات المتطورة، لن تضطر أبدًا إلى التفكير في الأمر مرة أخرى إلا إذا حاولت إعداد جهاز جديد مزود بإصدار قديم من نظام التشغيل (في هذه الحالة، قد تحتاج إلى تعطيل حماية البيانات المتطورة مؤقتًا)، تحتاج إلى إجراء استرداد للحساب، أو تحتاج إلى الوصول إلى بيانات آي كلاود الخاصة بك من متصفح. إذا كنت تصل بانتظام إلى البيانات من iCloud.com ، فتوجه إلى الإعدادات > "اسمك" > آي كلاود وانقر على الوصول إلى بيانات آي كلاود على الشبكة لتشغيل الوصول إذا كنت بحاجة إليها.
حماية البيانات المتطورة ليست مثالية
إذا كان لديك جهاز قديم لا يمكن تحديثه إلى iOS 16.3 أو أحدث، فلن يكون تمكين حماية البيانات المتطورة ممكنًا إلا إذا قمت بإزالة معرف أبل الخاص بك من الجهاز. في كثير من الحالات، هذا يجعل هذا الجهاز عديم الفائدة. على سبيل المثال، إذا كان لديك جهاز Apple TV قديم لا يمكن تحديثه، فإن إزالته تمنعك من الوصول إلى App Store باستخدام معرف أبل الخاص بك، مما يمنعك من استخدام نيتفلكس وهولو وعدد من التطبيقات الأخرى. يجب أن تجعل أبل هذه العملية أكثر سلاسة، مما يمنح الأشخاص خيار التسجيل للحصول على حماية البيانات المتطورة دون إزالة معرف أبل من الأجهزة القديمة، حتى لو كان ذلك يعني عدم القدرة على الوصول إلى بعض ميزات المشاركة، مثل iCloud Drive أو Apple Photos.
ومع ذلك، لم نفقد كل شيء تمامًا. بالنسبة لبعض الأجهزة، مثل Apple TV أو ماك بوك الأقدم، فإن الحل البديل لهذه المشكلة هو إنشاء معرف أبل ثاني، ثم تعيينه كأحد أفراد العائلة في مشاركة العائلة، والذي يجب أن يمر عبر العديد من اشتراكاتك أو تنزيلات App Store ، ولكن لن يمنح هذا الجهاز حق الوصول إلى البيانات المضمنة في حماية البيانات المتطورة. على سبيل المثال، لن تتمكن من الوصول إلى مكتبة الصور الخاصة بك، ولكن لا يزال بإمكانك الوصول إلى اشتراك نيتفلكس الذي تدفع له من خلال أبل (إذا لم تدفع مقابل أي اشتراكات عبر أبل، فلن يكون لديك ما يدعو للقلق). يمكن أن تكون هذه عملية مملة للإعداد. لن يعمل هذا الحل البديل مع جهاز يعتمد بشكل أكبر على البيانات المتزامنة، مثل Apple Watch.
تتضح الطريقة التي تتعامل بها أبل مع تشفير البيانات من خلال تطبيقاتها وخدماتها عند تشغيل حماية البيانات المتطورة، لكن التطبيقات الأخرى لا تتمتع بنفس الوضوح. حتى إذا كان تطبيق جهة خارجية يستخدم ميزات آي كلاود المتزامنة، فقد لا تكون البيانات دائمًا مشفرة من طرف إلى آخر، وليس من السهل معرفة سلوك تطبيق معين دون الغوص في منشورات المنتدى أو إرسال بريد إلكتروني إلى مطور التطبيق مباشرة. سيكون من الجيد أن يكون هناك نوع من الإشارة المرئية لما هو مشفر من طرف إلى طرف وما لم يتم تشفيره من طرف إلى طرف ، بل إنه من الأفضل أن تقوم Apple بتشفير جميع بيانات المزامنة من طرف إلى آخر افتراضيًا حتى لا تترك مجالًا لسوء الفهم من وجهة نظر مطور التطبيق ومستخدم التطبيق. لن يتم تضمين أي تطبيق تتم مزامنته مع الخوادم الخاصة به أو التخزين السحابي في "حماية البيانات المتطورة" على الإطلاق.
لا يتم تضمين كل ما تخزنه في آي كلاود ضمن حماية البيانات المتطورة. لا يتم تشفير بريد آي كلاود وجهات الاتصال والأحداث في التقويم من طرف إلى آخر، ولا تزال أبل تجمع بعض البيانات الوصفية حول النسخ الاحتياطية وملفات محرك آي كلاود والصور والملاحظات والإشارات المرجعية والرسائل.
عند تشفير ملف ما أم لا، يمكن أن يكون الأمر مربكًا بعض الشيء عند مشاركة الملفات والتعاون في المستندات. إذا تم تمكين الحماية المتطورة للبيانات، ففي معظم الحالات، مثل مشاركة ملف أو ملاحظة، سيتم تشفير المحتوى من طرف إلى آخر. لكن في بعض الأحيان، مثل أي نوع من التعاون في iWork، لا يتم تشفير المحتوى المشترك على الإطلاق. مرة أخرى، سيقطع المؤشر المرئي شوطًا طويلاً للمساعدة في فهم ما هو مؤمن أم لا.
على الرغم من أنها ليست مثالية، إلا أن حماية البيانات المتطورة هي الميزة التي نأمل أن تضيفها غوغل و مايكروسوفت وغيرهما في المستقبل. سيكون من الأفضل أن يكون هذا هو الخيار الافتراضي لشركة أبل، بدلاً من الاشتراك. في كلتا الحالتين، إنها خطوة جيدة نحو حماية خصوصيتك. لمعرفة المزيد حول كيفية زيادة حماية البيانات الموجودة على جهازك، تفضل بزيارة الخصوصية للهواتف المحمولة.